موضوع (الأمن الغذائي) محل دراسة الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل المواطنين
كشف رئيس الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل المواطنين، سامي عقلي، أن منظمته تسعى لتقديم سلسلة من الدراسات حول الموضوعات الرئيسية لتطوير الأعمال والاقتصاد الوطني، مع عرض موضوع الأمن الغذائي، ليتبعه خلال العام دراستان رئيسيتان على الأقل حول تحول الطاقة وتنويع الاقتصاد الوطني.
وخلال كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح لقاء عرض الدراسة الموسومة بـ”من الأمن الغذائي إلى السيادة الغذائية للجزائر”، أوضح عقلي بأن منظمته اختارت طريق الجهد، الالتزام، الجدية والذكاء الجماعي، لخدمة تعزيز قواتنا وإمكانياتنا، وتنمية مواردنا البشرية والطبيعية، بعدما عانى اقتصادنا كثيرا من وطأة صدمة هبوط أسعار النفط، وهو الذي يعتمد بشكل حصري تقريبًا على تصدير مورد طبيعي غير متجدد.
كما كشف المتحدث أن الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل المواطنين تسعى لتقديم سلسلة من الدراسات حول الموضوعات الرئيسية لتطوير الأعمال والاقتصاد الوطني، مع عرض موضوع الأمن الغذائي، وسيتبع ذلك خلال العام دراستان رئيسيتان على الأقل في مواضيع “تحول الطاقة وتنويع الاقتصاد الوطني”.
وبخصوص موضوع الأمن الغذائي، أكد سامي عاقلي انه لا يمكن الحديث عنه إلا في حال توفره لكل الأفراد في أي وقت، مع الاستفادة والوصول المادي والاجتماعي والاقتصادي إلى غذاء كاف وصحي ومغذّي، يسمح لهم بتلبية احتياجاتهم من الطاقة، وتفضيلاتهم الغذائية بحياة صحية ونشطة، فالركائز الأربعة للأمن الغذائي هي “الوفرة، سهولة الوصول والاستفادة منها، الاستخدام، وبكونها مستقرة وليست متذبذبة”.
بالإضافة إلى هذا، قال المتحدث:” أن مصطلح الأمن الغذائي يهم المنظمة كمتعاملين اقتصاديين، كأبناء الوطن، وهو الأمر الذي شجعها على تنظيم هذا اللقاء، والاستعانة بأخصائيين معروفين بالمجال الفلاحي، من اجل العمل كلجان وطرح اقتراحات عملية، لتشجيع المتعاملين الاقتصاديين في هذه الخطوة”.
وفيما يتعلق بعودة الجزائر في كل مرة إلى نقطة الصفر في كل ما يخص غلاء الأسعار في المجال الفلاحي، أكد المتحدث بأنه من الضروري التعلم من الأخطاء السابقة، وأخذ العبرة، فلكل مرحلة خصوصياتها، ولكل مرحلة ايجابياتها وسلبياتها.
وبخصوص منتوج الحبوب التي خصص له مجال كبير بالدراسة، دعا رئيس الكنفدرالية الوطنية لأرباب العمل المواطنين إلى ضرورة تجنيد كل القوى، من فلاحين، شركات التخزين، شركات الصناعية التحويلية، واخذ بعين الاعتبار واقعية السوق الجزائرية، حتى نجد الإجابة لكيفية الانتقال نحو الطريقة الأمثل لتحقيق الاكتفاء الذاتي.…
عيسي: الجزائر في مرحلة بناء وعلينا التكيف مع التحديات من جهته كشف وزير الفلاحة السابق، رشيد بن عيسى، أن الجزائر اليوم في مرحلة البناء، في ظل وجود توجيهات جديدة جاءت من أعلى هرم السلطة بالبلاد، وهذا من اجل أن نتكيف مع التحديات الجديدة التي تحتاج إلى عدة أمور، على غرار المعرفة، فلابد للناس أن تدرك ما يحدث حتى تنتج.
وفي السياق كشف الوزير السابق أن الفجوات هي من تتسبب في الغلاء، على غرار الظروف المناخية، مما يستدعي وجود استشراف من كامل الفاعلين في المجال الفلاحي، خواص وعموميين، واخذ المبادرة قبل حدوث الندرة، سواءا على المدى المتوسط أو المدى الطويل، وهو ما سيجنبنا الغلاء الذي أصاب اليوم عديد المنتجات.بالإضافة إلى هذا، ذكر رشيد بن عيسى، أن الفلاحة تعتمد على فاعلين صغار وكبار، ولكل فرد أهميته الخاصة، إلا أن الجميع بحاجة اليوم إلى وضعهم على السكة الصحيحة للنهوض بهذا القطاع الذي يحوز على إمكانيات كبيرة.…
تيغريس: نملك القدرات اللازمة للنهوض بالمجال الفلاحي و دوره لخص الخبير الإقتصادي، هواري تيغريس، أهم ما جاء به لقاء اليوم، في لقاء ثلاث نقاط أساسية، حيث قال:”لتحقيق التنمية الغذائية، الأمن الغذائي، المنظومة الفلاحية، لا بد من وجود أراضي خصبة، وهو الأمر الذي تتوفر عليه الجزائر، توفر المياه، على غرار ما نشاهده بالجنوب الكبير “حوض غدامس”، الذي يحوز على أكثر من 600 مليار متر مكعب غير مستغلة”.كما دعا الخبير الإقتصادي إلى ضرورة التحدث عن بنك الجينات للمنتجات الزراعية، والتي غيبت تماما بالرغم من وجودها في وقت سابق، مما يستدعي إعادة إطلاقها، مع الارتقاء بالبحث العلمي في هذا المجال.
وبخصوص ارتفاع تكاليف الإنتاج الفلاحي، شدد المتحدث على ضرورة التركيز على مجال صناعة الأسمدة، النباتية أو الحيوانية، فالأسمدة الموجودة بالجزائر كلها مستوردة، ومن حسن حظنا أن الحكومة تداركت الوضع، من خلال التوقيع على اتفاقية شراكة مع الجانب الصيني، لإستثنمار 7 مليار دولار أمريكي، للتخلص من عبئ الاستيراد.بالإضافة إلى هذا، ذكر الخبير الإقتصادي بوجود نية واضحة من قبل الحكومة لتحسين المنظومة الفلاحية، ونحن ننتظر أن تشهد المراحل القادمة استثمارات كبيرة في مجال الزراعات الإستراتيجية من خلال تحرير الأراضي والمياه.…
سليماني: لا بد من استثمار كل دولار في القطاع الفلاحية ومن جانبه أكد الخبير الإقتصادي، عبد القادر سليماني، أن ندوة اليوم لامست مباشرة لب المواضيع، ألا وهو موضوع “الأمن الغذائي وكيفية الوصول إلى الاستقلالية الغذائية”، في ظل ما يجري في العالم من تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، اللذان يعتبران من اكبر المصدريين للحبوب والأغذية وعديد المواد الأولية في العالم.وقال الخبير الإقتصادي أن الجزائر اليوم أمام تحدي كبير، يتمثل في الخروج من التبعية الغذائية للخارج، والاستثمار في كل إمكانياتها المادية، خصوصا وان أسعار البترول تتجاوز الـ 100 دولار، مما يستدعي استثمار كل دولار في المجال الفلاحي والزراعي.
زبدي:بدوره اعتبر رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، الأمن الغذائي أمرا مهم جدا، وهو مسألة تناولتها جميع الأنظمة، خاصة الجزائر، لأن الأمر يتعلق بمتغيرات كثيرة داخلية وخارجية، وكذا وجود إرادة سياسية تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي، بإعتبار الأمن الغذائي من امن الدولة.
وأضاف زبدي أن الجزائر ليست في موقع حرج، وهي في منأى عن هته المخاطر التي تعاني منها الكثير من الدول، بسبب التطورات الأمنية التي يعرفها العالم، إلا أن الوضع يحتاج لخطة طريق، بالنظر لما نملكه من طاقات مادية وبشرية وفلاحية، من اجل ضبط السوق وتحقيق إنتاج فلاحي قوي، يجعلنا نعيش في سلام.وأوضح رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك، أننا لما نضع تشخيص حقيقي للوضع، يمكن من خلاله أن نذهب إلى مقترحات قوية، لا سيما في ظل وجود إرادة سياسية، إلا أن الأدوات هي من تشكل عوائق اختلالات كبيرة.