موجة الحرّ تُلهب أسعار المكيّفات الهوائية

لم تستطع كثير من العائلات التّأقلم مع موجة الحر “الاستثنائية” التي تشهدها البلاد، فسارعت لاقتناء مكيفات إضافية، لوضعها في غرف الأولاد وحتى في المطبخ. وآخرون تعرّضت مُكيّفاتهم للتلف، بسبب ارتفاع درجات الحرارة لمستويات قصوى، ما اضطرّهم لشراء أخرى، ذات مقاومة أكبر. ليتفاجأوا برفع الأسعار بصورة مفاجئة. وبين تبريرات التجار ونفي أصحاب المصانع وتحذير جمعيات حماية المستهلك، يدفع المواطن البسيط الفاتورة دوما.
تفاجأ المُواطنون، بارتفاع أسعار المُكيفات الهوائية في فترة قياسية، حيث قفزت بأكثر من 15 ألف دج للمُكيف الواحد، بينما شهد الطلب على المراوح الهوائية إقبالا كبيرا.
وللإطّلاع على أسعار المُكّيفات عن قرب، تنقللنا الى سوق بيع الأجهزة الكهرمنزلية بمنطقة الحميز بالجزائر العاصمة، التي يقصدها المُواطنون من العاصمة وولايات مجاورة، بسبب “معقوليّة ” أسعارها.

مكيّفات قفزت من 15 مليون إلى 18 مليون سنتيم..!
التقينا في متجر يبيع المكيفات، بمواطن يتجادل مع صاحب محل حول سعر مكيف قدرته الطاقوية تساوي 24 ألف وحدة. فحسب المواطن أسعار هذه النوعية كانت لا تتعدّى 15 مليون ونصف قبل موجة الحرارة، ليتفاجأ بوصولها 18 مليون سنتيم، وهو سعر غير معقول، حسب تصريحه، بينما ارتفعت أسعار المكيفات ذات القدرة الطاقوية بين 8 إلى 12 وحدة، من 40000 إلى 50000 ملايين سنتيم إلى غاية 65000 دج و70000 ألف دج.

عائلات تضحّي بعطلتها لشراء مكيف جديد
وتفاوتت حاجة المواطنين للمكيفات، فمنهم من أكد تلف مكيفه المنزلي بسبب انقطاع الكهرباء، وجاء ليشتري آخر، ومنهم من يريد مكيفا إضافيا لغرفة الأولاد، والبعض يريد تغيير مكيفه ذو القدرة الطاقوية القليلة إلى أخرى أكثر مقاومة للحرارة القياسية، لكن يبدو أن الأسعار المرتفعة “صدمتهم” وجعلتهم يعيدون حساباتهم.
“ليلى” أستاذة بالثانوية، قررت شراء مكيف ذو قدرة 24 وحدة، وحسبها “الجزائر ستعرف موجات حرارة متتالية، ومع التغير المناخي الحاصل قد نعيش درجات حرارة قياسية حتى في عز الشتاء، وبالتالي وجود مكيف من نوعية جيدة بالمنازل بات أمرا ضروريا”.
وأخبرتنا سيّدة أخرى بأنها كانت تنوي استئجار منزل بولاية جيجل لتمضية العطلة الصيفية مع أولادها، لكنها تراجعت عن ذلك، لأنها قررت استغلال الأموال لشراء مكيف جديد، وستضطر لاصطحاب الأولاد إلى الشواطئ القريبة كل نهاية أسبوع فقط.

المروحة الهوائية بـ 6 آلاف دج بدل 4 آلاف دج سابقا
وحتى المراوح الهوائية بمختلف أنواعها ارتفعت أسعارها بسبب كثرة الطلب عليها، إذ قفزت من 4 ألاف دج إلى غاية 5 و 6 آلاف دج، بل أصبحت نادرة في المحلات.
ويبرّر باعة بسوق الحميز، تحدثنا معهم، ارتفاع الأسعار بأنّها “ارتفعت من قبل باعة الجملة والمصنعين”، مؤكدين بأنّهم لا يضاربون في السعر، ولكنهم لن يبيعوا بالخسارة، إذ وجدوا أنفسهم مضطرين لرفع السعر لأنهم يشترونها غالية.

المصنعون لم يرفعوا الأسعار والسوق رهينة العرض والطلب
بالمقابل كذّب أصحاب المصانع، ادعاءات بعض التجار، مؤكدين بأن أسعار المكيفات الهوائية مستقرة في السوق منذ أشهر طويلة، ولم تعرف تغييرا. وفي هذا الشأن، نائب مدير مجمع “إيريس” للأجهزة الكهرومنزلية، جمال قيدوم لـ “الشروق”، بأن أغلب المصانع ومنها مصنعهم، لم ترفع أسعار المكيفات الهوائية، خاصة خلال موجة الحر الأخيرة.