الدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي يعلق على تصريحات ماكرون اتجاه الجزائر

السيد عبد العزيز رحابي

خرج الوزير والدبلوماسي الأسبق، عبد العزيز رحابي ،في أول تعليق له عبر فايسبوك على تصريحات مستفزة من طرف الرئيس الفرنسي اتجاه الجزائر وكان هذا نص التعليق :

تصريحات ماكرون بشأن الجزائر: انتهازية إنتخابية ومغالطات تاريخية من المؤسف أن تكون التصريحات غير المكذبة من قبل سلطة فرنسية بهذا المستوى، حيث تتبنى خطابًا عن الجزائر يتكيف مع كل موعد انتخابي، مما يجعل بلدنا موضوع نقاش متكرر ليصبح مشكلة سياسية داخلية لفرنسا. إذ لا يزال يُنظر إلى الجزائر على أنها زبون وشريك أمني خلال السنوات الأربع الأولى من العهدات الرئاسية ؛ في حين ينظر إليها كفزّاعة خلال السنة الأخيرة، بعدما تم هذه المرة استنفاد روافع أسلمة التطرف من قبل النخب السياسية والإعلامية. بنفس التّوجه، يطرح السّؤال عن الحركي نفسه، إذ يعتبرهم الضمير الوطني الجماعي الجزائري خونة للوطن، كما هو حال الآراء العامة في فرنسا ودول أوروبية أخرى، أين يعتبر المتعاونين مع المحتل النازي أُناساً فقدوا الولاء لأوطانهم.من الواضح بمكان أننا ورثة ذاكرات متناقضة حول هذه المسألة، التي يجب على كل طرف أن يتحمل تاريخه الخاص ومسؤوليته فيما يتعلق بها. لأن المساواة في السيادة بين الدول تتأسس على هذا الشرط الواحد وتبقى أفضل ضمان للعلاقات السلمية التي بحث الرئيسين عبد المجيد تبون وايمانويل ماكرون عليها، بشجاعة وتصميم.يجب إذاً أن يظل مسار التحول الديمقراطي في الجزائر مطلبًا داخليًا لأن تدخل القوى الأجنبية، هنا كما في أي مكان آخر، هو عامل تباطؤ وانحراف المسار ذاته أكثر من كونه عنصرًا للتسريع في تجربة التحول الديمقراطي. في هذا السّياق، وبالعودة إلى التاريخ، تشكلت عملية بناء الأمة في الوعي الجماعي مع نوميديا العظيمة التي تتزاوج حدودها الغربية مع نهر ملوية بحدودنا الغربية الحالية. لم تبنِ الجزائر هويتها حول المعاناة أو صدمات ما بعد الاستعمار لتظل رهينة ماضٍ استعماريٍ دائمٍ، ولكن بنيت على تاريخ منذ عدة آلاف السنين حول فكرة معينة عن الجزائر، الرخاء المشترك والمصير المشترك. لا يمكن للأمة الجزائرية أن تكون نتاجًا ثانويًا للحقيقة الاستعمارية بل هي نتاج مقاومة نظام الهيمنة بالقوة، بفضل تراث تاريخي مثمر وحركة وطنية ذات حداثة سياسية غير مسبوقة . لقد توحدنا دون أن نكون موحدين في تنوعنا وفي اتساع مساحة الجزائر. هذه هي علامات أمة عظيمة، مهما قيل عنها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *