استلام السيّارة المحلّية في 5 أيام وهذه العلامات معنيّة
كشف البنك الوطني الجزائري عن حصيلة إيجابية للصيرفة الإسلامية في الجزائر، معلنا عن تحقيق مدّخرات تفوق 3 آلاف مليار سنتيم وتمويلات تجاوزت 800 مليار سنتيم إلى غاية نهاية أوت المنصرم.
ويؤكّد مسؤولو البنك أنهم جاهزون اليوم لبداية تمويل السيارات المنتجة محلّيا بمجرّد بداية البيع بالمصنع المنتظر شهر ديسمبر المقبل، حيث سيستلم الزبون السيّارة في ظرف 5 أيام فقط، من إيداع الفاتورة الأوّلية.
الموافقة على تمويل مطابق للشريعة لإنتاج مادة واسعة الاستهلاك بالجنوب
كما يميط البنك اللثام عن تمويلات جديدة ومختلفة للسيارات في الجزائر سواء المستوردة أو المحلية بصيغة مطابقة للشريعة عبر مرابحة الاستثمار لأصحاب المشاريع، وتشمل مركبات مرسيدس المصنعة بالجزائر التي تم توقيع عقد مع الجهة المنتجة لها، وحتى سيارات فيات وجاك وأوبل النفعية بنسبة تمويل قد تصل 100 بالمائة، أو عبر الإيجارة المنتهية بالتمليك التي تمس السيارات النفعية أيضا ويصل تمويلها 70 بالمائة.
بطاقة بنكية لحسابات “حلال” ومرابحة التجهيزات الكهرومنزلية بنقرة زرّ
وتقول رئيسة قسم الصيرفة الإسلامية على مستوى البنك الوطني الجزائري أمينة عثامنية في تصريح لـ”الشروق” أن المؤسسة مستعدة منذ سنة 2020 لتمويل السيارات المنتجة محلّيا، وسيشرع في البيع بمجرّد جاهزية مصنع فيات أو غيره، حيث يصل التمويل 90 بالمائة من قيمة السيارة، وسيكون الاستلام في ظرف 5 أيام من إيداع الفاتورة الأوّلية، خاصة وأن الوكالة ستشرف على التمويل من حسابها الخاص من دون اللجوء إلى المديريات، وهو إجراء سيسهّل العملية ويبسّطها.
توقيع اتفاق مع “مرسيدس” وفرص لمركبات “فيات“ و”جاك” و”أوبل”
وكشفت ممثلة البنك الوطني الجزائري بالمقابل عن فرص لاقتناء سيارات مرسيدس النفعية للمهنيين عبر منتج مرابحة الاستثمار، حيث تم توقيع عقد مع شركة مرسيدس، كما تشمل العملية كافة العلامات الأخرى على غرار فيات وجاك وأوبل، وهي السيارات المسموح استيرادها حاليا.
ويصل التمويل 100 بالمائة من ثمن السيارة، إذا كانت هذه القيمة في حدود 70 بالمائة من حجم التمويل الإجمالي للمشروع ككل، حيث أوضحت عثامنية: “العملية تشمل فقط المهنيين والمستثمرين الذين يرغبون في اقتناء سيارات نفعية تستغل في مشاريعهم، وليس سيارات سياحية للأفراد”.
وبالمقابل أكّدت المسؤولة ذاتها أن حصيلة الصيرفة الإسلامية على مستوى البنك الوطني الجزائري عادلت منذ 4 أوت 2020 إلى غاية نهاية أوت المنصرم 3000 مليار سنتيم.
كما تجاوزت التمويلات ـ تقول المتحدّثة ـ 800 مليار سنتيم مع فتح 50 ألف حساب إسلامي، و78 نقطة بيع منها 10 وكالات مخصصة حصريا للصيرفة الإسلامية، مضيفة: “نطمح لافتتاح 4 أو 5 وكالات جديدة قبل نهاية السنة الجارية، وهو البرنامج الذي سيشمل الجهات الأربع للتراب الوطني أي الشمال والجنوب والشرق والغرب”.
وتشهد الصيرفة الإسلامية، حسب عثامنية، تطورا كبيرا من حيث الخدمات والإقبال خلال الأشهر الأخيرة، حيث ارتفع عدد المنتجات التي يقترحها البنك الوطني الجزائري من 9 إلى 15 منتجا، منها منتج رقمي، يتسنى من خلاله للزبون الحصول على التمويل من منزله وعبر نقرة زر، ويتعلق الأمر ببيع التجهيزات الكهرومنزلية والإلكترونية عبر المرابحة.
كما تحدّثت مسؤولة الصيرفة الإسلامية عن منتجات أخرى بصدد انتظار استصدار رخصة بنك الجزائر، وهي منتجات تخص دورة الاستغلال، وأيضا للإيداع، وأخرى للأفراد، تتعلّق بعمليات البناء وتهيئة المساكن، كما كشفت عن التحضير لتجهيز حزمة منتجات جديدة قيد الدراسة اليوم على مستوى البنك، وسيتم إيداعها على طاولة بنك الجزائر قصد استصدار رخصة التسويق قريبا.
وعادت عثامنية للكشف عن تفاصيل التمويلات التي ناهزت 8 مليار دينار، والتي وجّهت بالدرجة الأولى لمنتجات التجهيزات للأفراد والتمويلات العقارية، لاسيما الإيجارة المنتهية بالتمليك للعتاد، والموجّه للمؤسسات والمهنيين ومرابحة الاستثمار ومرابحة الاستغلال المتعلّقة بتمويل شراء المواد الأولية.
وبخصوص تمويل مشاريع الاستثمار، أوضحت عثمانية أن مشاريع جد مهمة قيد الدراسة اليوم من طرف لجنة التمويل الخاصة بالبنك الوطني الجزائري، حيث أن أول مشروع بهذا الخصوص تم منح الموافقة عليه سنة 2022، وسيتم الكشف عن تفاصيله قريبا، ويتعلّق بمشروع لإنتاج مادة واسعة الاستهلاك بولاية جنوبية، إضافة إلى مشاريع أخرى في مجال الخدمات الطبّية.
وتؤكّد محدثتنا أن الصيرفة الإسلامية أصبحت تساهم اليوم بشكل فعال في تقوية الاقتصاد الوطني ودعم المشاريع المستقبلية عبر منتجات عصرية تواكب الاحتياجات، حيث أنه من بين الميزات التي يطرحها البنك الوطني الجزائري اليوم عبر خدمات الصيرفة الإسلامية، الخدمات الرقمية وأيضا البطاقات بين البنكية المخصّصة حصريا لأصحاب الحسابات الإسلامية.